[1] أعطانا السيد المسيح الهنا الصليب سلاحاً نافذاً ينفذ في النار والهواء والماء والأرض ولايحجبه شئ أويعترض قوته عارض. فهو قوة الله التي لا تقاوم. تهرب من صورته الشياطين حينما يرسم به عليها! الصليب هو قوة المسيح للخلاص والملائكة يخضعون لقوته ويتبعونه حيثما شاهدوا رسمه ليعينوا الملتجئ إليه ولا تحصل تخلية لمن حمل الصليب إلا للذى ضعفت أمانته فيه البابا اثناسيوس الرسولى
[2] بدلاً من أن تحمل سلاحاً أو شيئاً يحميك، احمل الصليب واطبع صورته على اعضائك وقلبك. وارسم به ذاتك لا بتحريك اليد فقط
بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضاً. ارسمه في كل مناسبة: في دخولك وخروجك، في جلوسك وقيامك، في نومك وفى عملك، ارسمه باسم الآب والابن والروح القدس.مارآفرآم السريانى
[3] لا تخجل يا أخى من علامة الصليب فهو ينبوع الشجاعة والبركات وفيه نحيا مخلوقين خلقة جديدة في المسيح..ألبسه وافتخر به كتاج يوحنا ذهبى الفم
[4] يقول الآباء أن الذي يرسم ذاته بعلامة الصليب في عجلة بلا اهتمام أو ترتيب، فان الشياطين تفرح به.أما الذي في روية وثبات يرسم ذاته بالصليب من رأسه الى صدره ثم من كتفه الأيسر إلى الأيمن فهذا تحل عليه قوة الصليب وتفرح به الملائكة.
[5] إن الاهمال في تأدية رسم الصليب أمر ربما ندان عليه. فان سم الصليب اعتراف بيسوع المسيح مصلوباً، وايمان بالآلام التي عاناها فوق الصليب. أنه اعتراف وذكرى لعمل الرب ومكتوب في ارميا (48: 10)ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة "
[6] ان في اشارة الصليب كل روح الايمان المسيحى: • فيه اعتراف بالثالوث الآب والابن والروح القدس. • فيه اعتراف بوحدانية الله كإله واحد. • فيه اعتراف بتجسد الابن وحلوله في بطن العذراء. • فيه اعتراف بقوة عملية الفداء التي تمت على الصليب بانتقالنا من الشمال الى اليمين. اذن فيليق بنا أن يكون رسمنا للصليب فيه حرارة الإيمان. الأب يوحنا من كرونستادت
[7] نحن نكرم الصليب ونطلب قوته المحيية في صلواتنا قبل أن نطلب معونة القديسين أو شفاعتهم.
وذلك لأن الصليب هو علامة ابن الانسان ورسم تجسده وآلامه لخلاصنا. فعلى الصليب قدم السيد المسيح نفسه ذبيحة لله الآب من أجل خطايانا لكل من يؤمن به. لذلك صارت علامة الصليب هى الاشارة المشتركة بين جميع المؤمنين كرمز للخلاص والمحبة المشتركة.
[8] فلنكرم الصليب المقدس الذى أعطينا أن نغلب به العدو اللئيم ونرشم به على جباهنا وقلوبنا وسائر أعضائنا لنطرد به الشيطان. الصليب علامة الرب وخاتمه الذى صار الخلاص لآدم وذريته من أسر ابليس عدونا. الصليب هو موضوع فخرنا في هذه الحياة وهو علامة ايماننا، كما قال بولس الرسول" وأما من جهتى فحاشا لى أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لى وأنا للعالم" (غل6: 14) كذلك لا نستحى من الصليب لأنه مكتوب أن " كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله" (1كو1: 18) بالصليب غلب قسطنطين الملك البار اعداءه وارتفع شأنه لما أظهر الرب له علامة الصليب مضيئة في السماء قائلاً له:" بهذه العلامة تغلب اعداءك". فغلب، وصار الصليب قوة الملوك وعزاءهم ونصرتهم. يضعونه فوق تيجانهم لكى يباركهم ويؤيدهم وينصرهم.
[9] الصليب هو قوة المجاهدين وسلاحهم فقد أوصاهم الرب قائلاً: " ان اراد أحد يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى" (مت16: 24).
[10] ان كانت الحية النحاسية قد أبطلت سم الحيات في العهد القديم فكم بالحرى صليب ربنا يسوع المسيح، الذي رفع عليه، لا حية نحاسية بل رب المجد وسكب دمه على الصليب ليصير لنا بالدم الحياة وبالصليب النصرة.القديس كيرلس الأورشليمي
[11] ان الشياطين توجه هجماتنا المنظورة الى الجبناء فارسموا أنفسكم بعلامة الصليب بشجاعة ودعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم أما أنتم فتحصنوا بعلامة الصليب.
[12] حيث وجدت اشارة الصليب ضعف السحر وتلاشت قوة العرافة أنبا أنطونيوس الكبير
[13] قدم الأنبا أنطونيوس بعض المرضى المعذبين من الأرواح النجسة الى بعض فلاسفة الهراطقة قائلاً لهم: هل تستطيعون تطهيرهم بالحجج أو بأى فن أو سحر تختارون داعين أصنامكم وإلا كفوا عن منازعتنا إن عجزتم وعندئذ ترون قوة صليب المسيح. قال هذا ودعا المسيح ورشم المرضى ثلاث مرات بعلامة الصليب وفى الحال قام الرجال أصحاء وعقلهم سليم وقدموا الشكر للرب في نفس اللحظة. سيرة أنبا أنطونيوس لاثناسيوس الرسولى
[14] حينما ترشم ذاتك بعلامة الصليب، اذكر دائماً أنك تستطيع بقوته أن تصلب شهواتك وخطاياك على خشبة المخلص " هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو1: 29). عالماً أن في الصليب قوة اخماد الشهوة وابطال سلطان الخطية برحمة المصلوب عليه.
[15] حينما ترفع نظرك الى خشبة الصليب المعلقة فوق الهيكل، اذكر مقدار الحب الذي أحبنا به الله حتى بذل ابنه الحبيب لكى لا يهلك كل من يؤمن به. فأينما وجد الصليب وجدت المحبة، لأنه هو علامة الحب الذي غلب الموت وقهر الهاوية واستهان بالخزى والعار والألم! فاذا رأيت الكنيسة مزدانة بصلبان كثيرة فهذا علامة امتلائها بالحب الكثير نحو جميع أولادها.
[16] حينما يباركك الكاهن أو الاسقف ويرشمك بالصليب المقدس، افرح واقبل ذلك كبركة من السيد المسيح. طوبى لمن قبل رسم الصليب على رأسه بايمان. " فيجعلون اسمى على بنى اسرائيل وأنا اباركهم".(عدد6: 27).
[17] ان الشياطين ترتعب من منظر الصليب وحتى من مجرد الاشارة به باليد. لأن السيد المسيح له المجد ظفر بالشيطان وكل قواته ورئاساته على الصليب، وجردهم من رئاستهم وفضحهم علناً فصارت علامة الصليب تذكيراً لهم بالفضيحة واشارة الىالعذاب المزمع أن يطرحوا فيه. الأب يوحنا من كرونستادت
[18] ان الشياطين اذا رأت المسيحيين سيما الرهبان مجدين بابتهاج ومتقدمين، فانها تهاجمهم أولاً بالتجربة ووضع الصعاب لعرقلة طريقهم محاولة أن تنفث فيهم الأفكار الشريرة. ولكن لا مبرر للخوف من اغراءاتها لأن هجومها يرتد خائباً في الحال بالصلاة والصوم.. سيما ان كان المرء قد سبق فحصن نفسه بالايمان وعلامة الصليب.
[19] اذا مدحت الشياطين نسككم ودعتكم مباركين فلا تصغوا إليها ولا تكن لكم معاملات معها. بل بالأحرى ارشموا ذواتكم وبيوتكم بعلامة الصليب، وصلوا تجدوها قد انقشعت. لأنها في غاية الجبن وتخشى جداً علامة صليب الرب. لأن الرب قد جردها بالحق وأشهرها جهاراً على الصليب. (كو2: 15).
[20] جاء بعض الحكماء اليونانيين وطلبوا من القديس الانبا أنطونيوس ان يشرح لهم سبب الإيمان بالمسيح. ولكنهم حاولوا أن يحاجّْوه بصدد الكرازة بالصليب الالهى قاصدين الاستهزاء بالصليب. فوقف انطونيوس قليلاً واشفق على جهلهم ثم خاطبهم بواسطة مترجم قائلاً: ان ما اخترناه هو الاعتراف بالصليب علامة الشجاعة واحتقار الموت أما أنتم فقد اخترتم شهوات الخلاعة. أيهما أفضل عمل الصليب وقت الجهاد ضد مؤامرة الأشرار دون مخافة الموت مهما أتى فى أى وضع من أوضاعه، أم الالتجاء الى آلهة الأحجار